<p style="text-align: right;">واجهات برمجة التطبيقات أساسا لنمو الاقتصاد الرقمي</p>

واجهات برمجة التطبيقات أساسا لنمو الاقتصاد الرقمي

25/09/2024

PRESS
خبراء ثقة

ضمن التسارع التقنيّ في العصر الحديث، تبرز أمامنا العديد من المصطلحات الجديدة التي تعكس التطور التقني السريع الذي غيّر مسار اقتصادات العالم. من بين هذه المصطلحات، يبرز مصطلح اقتصاد واجهات برمجة التطبيقات (API Economy) كمحرّك لثورة كبيرة في طريقة تشغيل الأعمال، حيث خلق قيمة مضافة وفتح أفاقًا جديدة للفرص التجارية.

تعد واجهات برمجة التطبيقات (APIs) الركيزة الأساسية التي تربط بين الأنظمة والمنصات المختلفة وتعزز من تبادل المنافع والبيانات، مما يدعم الابتكار في نماذج الأعمال. وسنسلّط الضوء هنا بطرح التساؤل الأكبر،  كيف أعاد اقتصاد واجهة برمجة التطبيقات تشكيل الصناعات في جميع أنحاء العالم، بالرغم من وجودها منذ وقتٍ ليس بالقصير، إلا انها اكتسبت اهتماما واسع النطاق في السنوات القليلة الماضية كمحرّك للابتكار والنموّ الاقتصادي.

ما هو اقتصاد واجهات برمجة التطبيقات؟

هو نظام اقتصادي رقمي تعتمد فيه الشركات على واجهات برمجة التطبيقات (APIs) لتقديم خدماتها وأصولها الرقمية إلى الأطراف الخارجية، حيث تعمل واجهات برمجة التطبيقات كالجسور التي تربط ما بين الجهات المختلفة، من خلال السماح لأنظمة البرمجيّات المختلفة بالتفاعل فيما بينها ومشاركة الموارد والبيانات.

ولّدت واجهات برمجة التطبيقات فرصًا غير مسبوقة في التعاون بين الشركات والمطوّرين، بل وحتى المنافسين في سوق البرمجيات، حيث قامت الشركات المختلفة بعرض واجهات برمجة التطبيقات الخاصة بها للمطورين الخارجيين والشركاء والعملاء، ما عزّز التعاون والتشارك والنموّ المتبادل في الأعمال، وذلك من خلال الشراكات والتكاملات عبر واجهات برمجة التطبيقات، حيث يُمكن للشركات الاستفادة والتكامل فيما بينها، وتوسيع قاعدة العملاء، وخلق مصادر جديدة للإيرادات. دعونا نتّفق على أهمية الدافع الرئيس لاستغلال واجهات برمجة التطبيقات؛ ألا وهو القدرة على تحقيق الربحية، وإضافة القيمة التي تُسهّل بيع برمجة التطبيقات مباشرة، حيث تكون الاتفاقيات في مشاركة الإيرادات، نماذج بوابة المطورين، والعروض المجانية، وذلك من خلال معاملة واجهات برمجة التطبيقات كمنتجات وأصول للشركات، ويمكن من خلالها الوصول إلى أسواق جديدة لم تكن مُستغلّة من قبل، بل وجذب المطورين للبناء على منصّاتها، وتوليد الإيرادات من خلال تمكين الوصول إلى خدماتها المختلفة.

دعونا نتناول مثالاً يُقرّب الصورة بشكلٍ أكثر وضوحًا؛ فقد تُتيح إحدى الشركات بياناتها من خلال واجهة برمجة التطبيقات (API)، مما يسمح للشركات الأخرى ببناء تطبيقات تدمج تلك البيانات بطرق مبتكرة، أو قد تستخدم الشركة واجهات برمجة التطبيقات لتمكين مطوّري الطرف الثالث من إنشاء مكوّنات إضافية لمنتجها، مما يسمح لها بتوسيع قدراتها والوصول إلى جمهور أوسع، وذلك قد نجده في مجالات مختلفة كالتمويل، والرعاية الصحيّة، والبيع بالتجزئة والنقل على سبيل الأمثلة لا الحصر.

لماذا اقتصاد واجهات برمجة التطبيقات؟

إن إحدى الفوائد الرئيسية لاقتصاد واجهة التطبيقات هي إتاحته للتعاون بين الشركات بشكل أكثر فاعلية، وأيضًا هو يسمح بتحقيق الدخل للشركات من خلال مشاركة بياناتها ووظائفها بطرائق جديدة ومختلفة. كما أنه يساهم في تدفّق البيانات والمعلومات بشكلٍ سلس فيما بين الجهات والشركات المختلفة، ما يُعزز تبادل المنافع والاستفادة من البيانات. ولكن لا يخفى علينا وجود بعض التحدّيات التي يعتبر أبرزها الحماية والأمان، حيث إنّ كشف البيانات والوظائف لأطراف ثالثة من المُحتمل أن يُعرّض الشركات لمخاطر أمنيّة جديدة وتحدّيات الامتثال، ولكن يُمكن التغلّب على ذلك التحدي من خلال وجود إجراءات أمنيّة قويّة لحماية البيانات والخدمات، بالإضافة لتنفيذ بروتوكولات أمنيّة قويّة والتأكّد من أنّ واجهات برمجة التطبيقات متوافقة مع اللوائح والمعايير ذات الصلة. كما يجب على المطورين توخّي الحذر، والامتثال للوائح وقوانين الخصوصيّة عند استخدام واجهات برمجة التطبيقات للوصول إلى البيانات الحسّاسة، ويجب أن تكون الشركات على دراية بإمكانيّة تقييد المزوّد عند الاعتماد على منصة، أو مزوّد واحد لواجهة برمجة التطبيقات.

في الختام؛ يُمثّل اقتصاد واجهة برمجة التطبيقات فرصةً واعدةً لفتح قيمة جديدة، وتداول البيانات للحصول على خدمات أكثر فاعليّة في جميع أنحاء العالم، كما يُمكن للمنظمات فتح فرص جديدة للنموّ، ودفع التحوّل الرقمي، والبقاء في المنافسة داخل القطاع الرقمي مُتسارع التطوّر، حيث تُحافظ الشركات على موقعها الاستراتيجي في وضعٍ جيّد للازدهار وتشكيل مستقبل الاقتصاد الرقمي في العالم.